العرض في الرئيسةفضاء حر

تعميم الفوضى والعبث السياسي

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

مع فرض روسيا حضورها في ازمات الشرق الاوسط بل وفرض قواعد جديدة في الاشتباك والترتيب السياسي مما اجبر امريكا على قبول قواعد لعبة جديدة لاتنفرد معها امريكا بالمنطقة ولهذا تدفع امريكا بحلفائها لمناوشة روسيا باكثر من مجال ..والعرب لايزالون ينظرون الى امريكا بانها تملك جميع اوراق اللعب السياسية كما قال السادات ذات يوم ..مع ان الفرص كثيرة امام العرب للخروج من الفلك الامريكي او على الاقل عدم التسليم بكل الاوراق والملفات وادماج اخرين مثل روسيا والاتحاد الاوربي والصين واليابان ليكونو جميعا حضور في المشهد السياسي والاقتصادي…

امريكا لن تخرج من سوريا ولن تسمح بانتهاء الازمة بل ستعمل على اطالتها حتى تتوافق مع روسيا على ملفات كثيرة داخل الشرق الاوسط وخارجه ومنها ملف امن اسرائيل ..وازمة اليمن ستستمر مع ازمة سوريا لان اللاعبين اقليميا شركا لامريكا وروسيا ناهيك ان امريكا تولد بؤرة نزاع جديدة بين الرياض وطهران لتزيد من تعميم الفوضى والعبث السياسي..

وتزايد الخلافات بين كوريا الشمالية وجيرانها كوريا الجنوبية واليابان وتزايد التوترات على خلفئات نزعات عنصرية داخل أمريكا ذاتها وفي عموم اوربا تستهدف المهاجرين من مختلف العالم الثالث خاصة العرب والافارقة …في هذا السياق كله احتكر الخارج الدولي ملفات السياسة في منطقتنا العربية فروسيا تمسك بقوة بالملف السوري والمؤتمر الأخير في سوتشي دليل عملي ، كما تمسك أمريكا بملفات أخرى في العراق وليبيا وتدعم حلفائها بالملف اليمني ..

والنخب العربية لاتزال غير قادرة على تفعيل ارادتها الوطنية والتوجه نحو حوارات سياسية جادة للخروج من دائرة العنف والفوضى لانه مالم يتحرك العرب كل في بلده ووطنه وجميعا لدعم المواقف الوطنية فان المشهد السياسي سيزيد تمزقا وتتسع دائرة الفوضى ويكون الخارج دون غيره من يمسك بملفات الاستقرار كما ملفات الفوضى وجميعها ترتبط ببروصة البيزنس السياسي الذي يصب في خانة المصلحة الامريكية وحلفائها اوربيا ..

وستستمر الفوضى لان امريكا لن تتوافق مع حلول ومعالجات الا ببناء نظم سياسية مذهبية وطائفية لتكون عامل استدامة للفوضى وعدم الاستقرار والمثير للسخرية ان كثيرا من النخب العربية لاتجد نفسها حاضرة الا من خلال سياقات غير وطنية ..؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى